أسئلة حول الشذوذ


محمد السيد عبد الرازق
في هذه السلسلة نتناول الحديث عن العديد والعديد من الأسئلة التي تدور حول مسألة الشذوذ، والتي انتشرت بصورة ملحوظة في مجتمعاتنا العربية .. فالكثير من الشباب وقع في أسر هذه المشكلة لكنه لا يعرف كيف المخرج ويتحرج من السؤال، فكانت هذه السلسلة عونًا على علاج تلك المشكلة الاجتماعية الخطيرة.

السؤال الأول: هل الإنسان الشاذ يولد بشذوذه؟
الشذوذ في حقيقته ليس شيئًا طبيعيًّا ولا أمرًا فطريًّا يولد به الإنسان، ولكنه مرض كبقية الأمراض يمكن علاجه، وهو كذلك عادة محرمة يمكن الابتعاد عنها بتقوية الإيمان والخشية من رب العالمين سبحانه.
فالإنسان يولد بفطرة سليمة تمامًا، ولكن الشذوذ هو انحراف جنسي عن هذه الفطرة، ومن الخطورة بمكان أن يظن بعض الشباب ممن أصابهم هذا الانحراف أن انحرافهم هذا لا دخل لهم به، لأنهم ولدوا هكذا؛ فتكون الكارثة في تبرير الخطأ لأنفسهم فيظلوا قابعين تحت وطأة الانحراف الجنسي ويدَّعون أنهم لا حيلة لهم ولا طاقة لهم بمعالجة أمر خلقوا به.
ما هي درجات الشذوذ؟
فإذا تأكد الشخص من أن شذوذه هو انحراف وليس خلقة، فعليه أن يتعرف على درجات الشذوذ حتى يتمكن من تشخيص الداء بدقة، ويتوجه نحو الدواء الصحيح والمناسب لحالته.
فالدرجة الأولى من الشذوذ: تتوقف عند الشهوة والميل لنفس الجنس.
الدرجة الثانية: الانحراف في الحديث وغالبًا يكون من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
الدرجة الثالثة: يبدأ فيها استخدام الجسد، مثل: التلامس من خلال الإمساك بالأيدي أو بعض الممارسات السطحية.
الدرجة الرابعة: وهي من أخطر الدرجات، حيث تبدأ الممارسة الفعلية، وتتوقف مدى خطورتها على تكرارها، فهل كانت مرة واحدة ولم تتكرر؟ أم حدثت عدة مرات؟ وهل تكرارها كان بمعدل متقارب أم بعيد؟
فالإجابة عن هذه الأسئلة بدقة يفيد تمامًا في تشخيص الحالة ومعرفة العلاج المناسب لها.
ما هي أسباب الشذوذ؟
(إنها أسباب عديدة وظروف تختلف من شخص لآخر، قد يقع فيه من تم الاعتداء عليه في الصغر، وهناك من وقع فيه بسبب أن والده كان نموذجًا ذكوريًّا سيئًا فانصرف بنفسيته الداخلية عن هذا النموذج وكره أن يكون مثل هذا الرجل.
توجد أيضًا تلك الحالات بسبب مدرسة النوع الواحد، فنجد من انحرف إلى الشذوذ لأن مدرسته اقتصرت على البنين فقط وألقت به الظروف في طريق زميله الذي بدأ يعلمه تلك الممارسات فبدأ يتلذذ الأمر وانجرف إلى الشذوذ.
وهذا لا يمنع الانحراف في سن الرشد، فقد عرفت من أحد الفنانين أن فنانًا آخر من زملائه غواه وجذبه إلى الشذوذ .. إن الأمر لا يختلف عن أول سيجارة حشيش أو أول كأس خمر، كلها محرمات وعادات سيئة مكتسبة قد يدمنها من يجربها لأول مرة، وهم دائمًا يحبون أن يتجمعوا سويًّا ليشعروا أنهم طبيعيون غير مختلفين عن الآخرين، لذا دائمًا ما أقول: إن الصحبة الصالحة تصلح والصحبة الطالحة تفسد) [بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب].
ولعل من أهم الأسباب التي تؤدي بالفرض إلى هذه المعصية، (الخواء الروحي ورقة الدين وضعف الإيمان، فمن لم يردعه الإيمان وتلزمه التقوى، فلن يلوي على شيء، ولن يألوا جهدًا في الفساد والإفساد) [الفاحشة عمل قوم لوط، محمد إبراهيم الحمد، ص (57)].
كما أن من الأسباب التي كانت عاملًا مؤثرًا في تكرار كثير من الشباب لهذه المعصية، آفة الفراغ.
(فالفراغ يأتي على رأس الأسباب المباشرة لانحراف الشباب، فالقطاع الكبير من الشباب يعاني من فراغ قاتل، يؤدي إلى الانحراف والشذوذ، وإدمان المخدرات، ويقوده إلى رفقة السوء، وعصابات الإجرام، ويتسبب في تدهور الأخلاق، والإصابة بالأمراض النفسية) [انظر مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في حلها، وليد شبير ص (93)، وانظر دواء العشاق لعبد الكريم الحميد ص (15)].
فعلماء النفس والتربية يقررون أن (الشاب إذا اختلى إلى نفسه وقت فراغه ـ ترد عليه الأفكار الحالمة، والهواجس السارحة، والتخيلات الجنسية المثيرة، فلا يجد نفسه إلا وقد تحركت شهوته، وهاجت غريزته أمام هذه الموجة من التخيلات والتأملات والخواطر، وربما وقع في محظور شرعي نتيجة هذه التخيلات) [الإسلام والجنس، عبد الله ناصح علوان، ص (12)].
هل للغرب تأثير في هذه الظاهرة؟
لاشك أن ظاهرة الشذوذ انتشرت بشكل ملحوظ في مجتمعاتنا العربية، فالكثير منا يسمع عن تعدد هذه الحالات وتكرارها خاصة في المدارس والنوادي وما شابه، وقد ساعد على تفاقم هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة أسباب عدة.
فالبرغم من أن هذه المشكلة كانت موجودة منذ فترة طويلة، لكن أصحابها كانوا يمارسونها في الخفاء، ويحرصون على ذلك بشدة، بل يحرصون أشد الحرص على الاستتار، إذ إن هذا الفعل كان مستهجنًا ومستنكرًا اجتماعيًّا.
لكن رياح العالم الخارجي التي هبت علينا، وقد فتحنا لها أبوابنا ـ كعرب ـ بصورة تدعو للتعجب! هذه الرياح رسَّخت لدينا أفكارًا غريبة وأفعالًا منكرة، لقد أصبح هذا الانحراف الجنسي في معظم دول الغرب مبررًا، بل يرونه أمرًا عاديًّا يمارسه الكثير، بل ينادون بحقوقهم في التقبل المجتمعي إذ إنهم ـ كما يدَّعون ـ متصالحون مع أنفسهم، وهذه هي الكارثة الكبرى التي تسد على صاحب الانحراف والمشكلة كل باب يقود خطاه نحو العلاج والتخلص من هذه العادة السيئة.
(والجدير بالذكر أنه حتى عام 1978 كان المعترف به عالميًّا أن الشذوذ انحراف سلوكي وقابل للعلاج، ومنذ 1978 وحتى 1996 تضاربت الأبحاث وانقسم العلماء بين أنه خلقة طبيعية وبين مؤكد أنه مرض، ولكن بعد 1996 أجمعوا على أنه خلقة طبيعية بلا علاج، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نصدق أبحاثهم ونكذب أدياننا السماوية التي أكدت على خلق البشر ذكرًا وأنثى؟!
نفهم من ذلك أن الشذوذ مرض يمكن الشفاء منه؟
بالطبع .. والدليل الحالات التي تأتي إلى العيادة ويتم شفاؤها بفضل الله) [بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب].
إشارات على طريق العلاج:
إن الكثير من الشباب يسألون عن حلول عملية لهذه المشكلة، حلول تعينهم على قطع دابرها والحيلولة دون عودتها مرة أخرى، ولاشك أن العلاج يحتاج منا إلى المزيد من الأسئلة حوله؛ حتى نتمكن من طرح دواء ناجح وفاعل، ولذلك نقتصر هنا على ذكر إشارات في طريق العلاج، وفي مقالات قادمة عن ذات الموضوع نعرض بإذن الله لخطوات العلاج.
الإشارة الأولى:
إن التغيير ينطلق من المعاناة، ولا يمكن أن يعاني شخص ما إلا إذا امتلك رغبة دافعة؛ لذلك نقول: إن أولى الخطوات التمهيدية للعلاج هي (امتلاك الرغبة)، فلابد وأن يمتلك المريض رغبة حقيقية في العلاج وألا يقنع بهذه الصورة الشاذة وألا يصالح نفسه عليها، بل أن يكون راغبًا في الرجوع إلى الفطرة السليمة التي خلقه الله عليها، كما قال رب العالمين: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].
ومع حديثنا مستقبلًا عن العلاج بصورة تفصيلية، سيتبين لنا أن مبعث العلاج سيكون في الأغلب: الدين، وحمل المريض على الخشية من رب العالمين، وتخويفه من عقابه.
(بينما في أمريكا أثبتت الإحصائيات أن 92% من الشواذ يقبلون على الانتحار، والسبب بُعدهم عن الدين وإصابتهم باكتئاب مزمن، كما أن 97% من الشواذ يزورون أطباء نفسيين والسبب شعورهم بعدم الراحة وانعدام الإيمان الديني لأن المريض يريد أن يكون له مرجع دائم .. والمتاح له، بعد البعد عن دينه، هو الطبيب النفسي.
وما يؤكد كلامي واتساق الشرائع السماوية مع الفطرة الإنسانية أننا لم نسمع عن أحد يمارس العلاقة الجنسية في إطارها الطبيعي (الزواج) ويقبل على الانتحار أو يعاني أمراضًا نفسية بدون سبب واضح) [بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب].
الإشارة الثانية:
أما الإشارة الثانية، فقد يحتاج المريض بجانب العلاج الجنسي إلى العلاج النفسي، ففي بعض الأحيان يؤدي الشذوذ إلى حالة من الاكتئاب تصيب المريض، وفي هذه الحالة سيتطلب الأمر علاجًا نفسيًّا.
ويخضع العلاج النفسي لفكرة (الإحلال)، حيث يتم استبدال رغبة الشباب وميولهم إلى نفس الجنس بالرغبة الصحيحة للجنس الآخر.
الإشارة الثالثة:
وهذه نشير فيها إلى المدة التي يستغرقها العلاج، فعلاج هذا المرض يتوقف بالأساس على استعداد المريض ورغبته ومدى إصراره وعزيمته، فكلما كان الإصرار أقوى والعزيمة أشد والرغبة مشتعلة كلما كان الشفاء أسرع، وفي أغلب الحالات لا يزيد العلاج عن سنة.
المصادر:
الفاحشة عمل قوم لوط، محمد إبراهيم الحمد.
الإسلام والجنس، عبد الله ناصح علوان.
مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في حلها، وليد شبير.
بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب




الشذوذ في حقيقته ليس شيئًا طبيعيًّا ولا أمرًا فطريًّا يولد به الإنسان، ولكنه مرض كبقية الأمراض يمكن علاجه، وهو كذلك عادة محرمة يمكن الابتعاد عنها بتقوية الإيمان والخشية من رب العالمين سبحانه.
فالإنسان يولد بفطرة سليمة تمامًا، ولكن الشذوذ هو انحراف جنسي عن هذه الفطرة، ومن الخطورة بمكان أن يظن بعض الشباب ممن أصابهم هذا الانحراف أن انحرافهم هذا لا دخل لهم به، لأنهم ولدوا هكذا؛ فتكون الكارثة في تبرير الخطأ لأنفسهم فيظلوا قابعين تحت وطأة الانحراف الجنسي ويدَّعون أنهم لا حيلة لهم ولا طاقة لهم بمعالجة أمر خلقوا به.
ما هي درجات الشذوذ؟
فإذا تأكد الشخص من أن شذوذه هو انحراف وليس خلقة، فعليه أن يتعرف على درجات الشذوذ حتى يتمكن من تشخيص الداء بدقة، ويتوجه نحو الدواء الصحيح والمناسب لحالته.
فالدرجة الأولى من الشذوذ: تتوقف عند الشهوة والميل لنفس الجنس.
الدرجة الثانية: الانحراف في الحديث وغالبًا يكون من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
الدرجة الثالثة: يبدأ فيها استخدام الجسد، مثل: التلامس من خلال الإمساك بالأيدي أو بعض الممارسات السطحية.
الدرجة الرابعة: وهي من أخطر الدرجات، حيث تبدأ الممارسة الفعلية، وتتوقف مدى خطورتها على تكرارها، فهل كانت مرة واحدة ولم تتكرر؟ أم حدثت عدة مرات؟ وهل تكرارها كان بمعدل متقارب أم بعيد؟
فالإجابة عن هذه الأسئلة بدقة يفيد تمامًا في تشخيص الحالة ومعرفة العلاج المناسب لها.
ما هي أسباب الشذوذ؟
(إنها أسباب عديدة وظروف تختلف من شخص لآخر، قد يقع فيه من تم الاعتداء عليه في الصغر، وهناك من وقع فيه بسبب أن والده كان نموذجًا ذكوريًّا سيئًا فانصرف بنفسيته الداخلية عن هذا النموذج وكره أن يكون مثل هذا الرجل.
توجد أيضًا تلك الحالات بسبب مدرسة النوع الواحد، فنجد من انحرف إلى الشذوذ لأن مدرسته اقتصرت على البنين فقط وألقت به الظروف في طريق زميله الذي بدأ يعلمه تلك الممارسات فبدأ يتلذذ الأمر وانجرف إلى الشذوذ.
وهذا لا يمنع الانحراف في سن الرشد، فقد عرفت من أحد الفنانين أن فنانًا آخر من زملائه غواه وجذبه إلى الشذوذ .. إن الأمر لا يختلف عن أول سيجارة حشيش أو أول كأس خمر، كلها محرمات وعادات سيئة مكتسبة قد يدمنها من يجربها لأول مرة، وهم دائمًا يحبون أن يتجمعوا سويًّا ليشعروا أنهم طبيعيون غير مختلفين عن الآخرين، لذا دائمًا ما أقول: إن الصحبة الصالحة تصلح والصحبة الطالحة تفسد) [بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب].
ولعل من أهم الأسباب التي تؤدي بالفرض إلى هذه المعصية، (الخواء الروحي ورقة الدين وضعف الإيمان، فمن لم يردعه الإيمان وتلزمه التقوى، فلن يلوي على شيء، ولن يألوا جهدًا في الفساد والإفساد) [الفاحشة عمل قوم لوط، محمد إبراهيم الحمد، ص (57)].
كما أن من الأسباب التي كانت عاملًا مؤثرًا في تكرار كثير من الشباب لهذه المعصية، آفة الفراغ.
(فالفراغ يأتي على رأس الأسباب المباشرة لانحراف الشباب، فالقطاع الكبير من الشباب يعاني من فراغ قاتل، يؤدي إلى الانحراف والشذوذ، وإدمان المخدرات، ويقوده إلى رفقة السوء، وعصابات الإجرام، ويتسبب في تدهور الأخلاق، والإصابة بالأمراض النفسية) [انظر مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في حلها، وليد شبير ص (93)، وانظر دواء العشاق لعبد الكريم الحميد ص (15)].
فعلماء النفس والتربية يقررون أن (الشاب إذا اختلى إلى نفسه وقت فراغه ـ ترد عليه الأفكار الحالمة، والهواجس السارحة، والتخيلات الجنسية المثيرة، فلا يجد نفسه إلا وقد تحركت شهوته، وهاجت غريزته أمام هذه الموجة من التخيلات والتأملات والخواطر، وربما وقع في محظور شرعي نتيجة هذه التخيلات) [الإسلام والجنس، عبد الله ناصح علوان، ص (12)].
هل للغرب تأثير في هذه الظاهرة؟
لاشك أن ظاهرة الشذوذ انتشرت بشكل ملحوظ في مجتمعاتنا العربية، فالكثير منا يسمع عن تعدد هذه الحالات وتكرارها خاصة في المدارس والنوادي وما شابه، وقد ساعد على تفاقم هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة أسباب عدة.
فالبرغم من أن هذه المشكلة كانت موجودة منذ فترة طويلة، لكن أصحابها كانوا يمارسونها في الخفاء، ويحرصون على ذلك بشدة، بل يحرصون أشد الحرص على الاستتار، إذ إن هذا الفعل كان مستهجنًا ومستنكرًا اجتماعيًّا.
لكن رياح العالم الخارجي التي هبت علينا، وقد فتحنا لها أبوابنا ـ كعرب ـ بصورة تدعو للتعجب! هذه الرياح رسَّخت لدينا أفكارًا غريبة وأفعالًا منكرة، لقد أصبح هذا الانحراف الجنسي في معظم دول الغرب مبررًا، بل يرونه أمرًا عاديًّا يمارسه الكثير، بل ينادون بحقوقهم في التقبل المجتمعي إذ إنهم ـ كما يدَّعون ـ متصالحون مع أنفسهم، وهذه هي الكارثة الكبرى التي تسد على صاحب الانحراف والمشكلة كل باب يقود خطاه نحو العلاج والتخلص من هذه العادة السيئة.
(والجدير بالذكر أنه حتى عام 1978 كان المعترف به عالميًّا أن الشذوذ انحراف سلوكي وقابل للعلاج، ومنذ 1978 وحتى 1996 تضاربت الأبحاث وانقسم العلماء بين أنه خلقة طبيعية وبين مؤكد أنه مرض، ولكن بعد 1996 أجمعوا على أنه خلقة طبيعية بلا علاج، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نصدق أبحاثهم ونكذب أدياننا السماوية التي أكدت على خلق البشر ذكرًا وأنثى؟!
نفهم من ذلك أن الشذوذ مرض يمكن الشفاء منه؟
بالطبع .. والدليل الحالات التي تأتي إلى العيادة ويتم شفاؤها بفضل الله) [بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب].
إشارات على طريق العلاج:
إن الكثير من الشباب يسألون عن حلول عملية لهذه المشكلة، حلول تعينهم على قطع دابرها والحيلولة دون عودتها مرة أخرى، ولاشك أن العلاج يحتاج منا إلى المزيد من الأسئلة حوله؛ حتى نتمكن من طرح دواء ناجح وفاعل، ولذلك نقتصر هنا على ذكر إشارات في طريق العلاج، وفي مقالات قادمة عن ذات الموضوع نعرض بإذن الله لخطوات العلاج.
الإشارة الأولى:
إن التغيير ينطلق من المعاناة، ولا يمكن أن يعاني شخص ما إلا إذا امتلك رغبة دافعة؛ لذلك نقول: إن أولى الخطوات التمهيدية للعلاج هي (امتلاك الرغبة)، فلابد وأن يمتلك المريض رغبة حقيقية في العلاج وألا يقنع بهذه الصورة الشاذة وألا يصالح نفسه عليها، بل أن يكون راغبًا في الرجوع إلى الفطرة السليمة التي خلقه الله عليها، كما قال رب العالمين: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30].
ومع حديثنا مستقبلًا عن العلاج بصورة تفصيلية، سيتبين لنا أن مبعث العلاج سيكون في الأغلب: الدين، وحمل المريض على الخشية من رب العالمين، وتخويفه من عقابه.
(بينما في أمريكا أثبتت الإحصائيات أن 92% من الشواذ يقبلون على الانتحار، والسبب بُعدهم عن الدين وإصابتهم باكتئاب مزمن، كما أن 97% من الشواذ يزورون أطباء نفسيين والسبب شعورهم بعدم الراحة وانعدام الإيمان الديني لأن المريض يريد أن يكون له مرجع دائم .. والمتاح له، بعد البعد عن دينه، هو الطبيب النفسي.
وما يؤكد كلامي واتساق الشرائع السماوية مع الفطرة الإنسانية أننا لم نسمع عن أحد يمارس العلاقة الجنسية في إطارها الطبيعي (الزواج) ويقبل على الانتحار أو يعاني أمراضًا نفسية بدون سبب واضح) [بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب].
الإشارة الثانية:
أما الإشارة الثانية، فقد يحتاج المريض بجانب العلاج الجنسي إلى العلاج النفسي، ففي بعض الأحيان يؤدي الشذوذ إلى حالة من الاكتئاب تصيب المريض، وفي هذه الحالة سيتطلب الأمر علاجًا نفسيًّا.
ويخضع العلاج النفسي لفكرة (الإحلال)، حيث يتم استبدال رغبة الشباب وميولهم إلى نفس الجنس بالرغبة الصحيحة للجنس الآخر.
الإشارة الثالثة:
وهذه نشير فيها إلى المدة التي يستغرقها العلاج، فعلاج هذا المرض يتوقف بالأساس على استعداد المريض ورغبته ومدى إصراره وعزيمته، فكلما كان الإصرار أقوى والعزيمة أشد والرغبة مشتعلة كلما كان الشفاء أسرع، وفي أغلب الحالات لا يزيد العلاج عن سنة.
المصادر:
الفاحشة عمل قوم لوط، محمد إبراهيم الحمد.
الإسلام والجنس، عبد الله ناصح علوان.
مشكلات الشباب والمنهج الإسلامي في حلها، وليد شبير.
بالإيمان والعلاج نهزم الشذوذ، د.هبة قطب


المصدر/www.islammemo.cc

0 comments

شارك بتعليقك

الصفحة الرئيسية | حقوق القالب ل سامبلكس | مع تحيات ورود الحق